کد مطلب:306612 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:150

مأساة الزنوج فی أمریکا و من لسان المعذبین السود


قلنا سابقاً- ان الامة الامریكیة كلها أُمة مؤلفة من مهاجرین و كلهم قد هاجروا الیها بمحض رغبتهم وارادتهم الإفئة واحدة جاءت الی امریكا قسراً و غصباً اولئك هم (الزنوج).

كان یجلبهم تجار الرقیق.. و یخطفونهم من أمهاتهم و آبائهم و هم اطفال و صبیان و یقذفون بهم كقطعان الاغنام فی سفن رهیبة تتقاذفها أمواج المحیط.. بینما صرخاتهم تتعالی كما تتعالی فوق أجسادهم أصوات السیاط، یلهبهم بها تجار الرقیق من البحارة الانجلیز.. حتی اذا وصلوا الی شاطی ء أمریكا عرضوا فی سوق الرقیق فیشتریهم أصحاب المزارع التی تنتج القطن و الطباق فیعملون فیها رقیقاً مسخراً یعانی اكثر مما عانی الرقیق فی عهود الجاهلیة فی أمبراطوریات الفراعنة أو القیاصرة، او فی جزیرة العرب أو فی أوربا فی العصور الوسطی أو فی شتی بلاد العالم قدیماً و حدیثاً..

اكبر تجارة رقیق عرفها التاریخ كانت بین افریقیا و أمریكا. فقد بلغ حجم هذه التجارة ملایین و ملایین من الصبیة والبنات، و من الرجال و النساء، نقلتهم السفن من قری أفریقیا و ادغالها، الی شواطئ أمریكا و مزارعها، علی مدی ثلاثة أو ما یقرب من أربعة قرون.

و اكثر المؤرخین تحفظا قدروا عدد الرقیق الذین استجلبتهم امریكا من افریقیا بخمسة ملایین، و منهم من قدروهم بعشرة ملایین، و منهم من قالوا انهم لا یقلون عن خمسة عشر ملیونا من البشر.. هذا ما وصل الی الشواطئ الامریكیة، و یضاف الیهم أعداد ضخمة هلكت فی الطریق، والقیت جثثهم فی المحیط.


.. فكانوا یعاملون الرقیق أسوأ كثیراً مما یعاملون الحیوانات البهیم بالسیاط، وكیاً بالنار، وبتراً لقدم أو ساق.

یقول الاستاذ (جون هوب فرانكلین)، رئیس قسم التاریخ فی جامعة شیكاغو و مؤلف كتاب «من العبودیة الی الحریة». یقول: ان تجارة امریكا اضعفت افریقیا وانهكت قواها الی أقصی حد، أولاً: لان التجار الاوربیین اخذوا منها اعداداً هائلة من الشبان والصبیان، و اخذوا منها اقوی عناصرها بدنا، واقدرها علی العمل والانتاج والواقع ان الاوربیین اقتطفوا زهرة شباب افریقیا و تركوا فیها الشیوخ والعجائز.